المعجم التاريخي سؤال الفصحى واللهجات، للدكتور سعد مصلوح

لا تهمل التعليقات من تحت الموضوعات ذات الصلة!

Related posts

One Thought to “المعجم التاريخي سؤال الفصحى واللهجات، للدكتور سعد مصلوح”

  1. تعقيب على محاضرة أ.د. سعد مصلوح
    المعجم التاريخي..سؤال الفصحى واللهجات
    بقلم أ.د. محمد حسان الطيان
    عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية
    دعاني الصديق العزيز د. فيصل حفيان مدير معهد المخطوطات العربية دعوة خاصة لحضور محاضرة للأستاذ الدكتور سعد مصلوح بعنوان:”المعجم التاريخي..سؤال الفصحى واللهجات” عبر برنامج (زووم). وقد ذُيِّلَت الدعوة بهذه العبارة: “كما نسعد بمداخلتكم الصوتية وتعقيبكم على المحاضرة عقب فراغ المحاضر منها إن شاء الله”.
    وكم كنت أودُّ بل أرجو أن يكون لي تعقيبٌ على المحاضرة، أشكر فيه المقدِّم والمحاضر، وأبدي رأيًا فيما قيل، ولكن لأمرٍ ما تعذَّر ذلك! فرأيت لزامًا عليَّ أن أكتب هذا التعقيب:
    والحق أني قد سعدتُ وأفدتُ – كما سعد وأفاد كل من حضر – من هذه المحاضرة القيِّمة التي أجاد فيها شيخنا السعد وحلَّق، على ما عوّدنا دائما فيما نحضر له، إذ جال وصال في دنيا اللهجات.. والأطالس اللغوية.. والمنجز الشعبي من مواليا وزجل وكان كان.. واستنطاق النص المدون، وتدوين النص المنطوق.. والمفارقة الخطيرة التي توجب الحذر بين المنطوق والمكتوب..وعلاقة كل ذلك بالمعجم التاريخي، ليؤكد أن كل تأريخ لظواهر العربية ولا سيَّما في المستوى المعجمي يستثني ظواهر اللهجات أو عربية ما بعد عصر الاحتجاج سيكون تاريخا عاقرا وباطلا!
    وكان د. فيصل قدم بكلمة أوجز فيها تاريخ محاولات العمل في المعجم التاريخي، معربًا عن أسفه الشديد لتعسُّرها وتعثُّـرها وإخفاقها، ليصل إلى حدِّ القول: إننا عجزنا فيها حتى عن الإمساك بطرف الخيط!
    وأنا أحب أن أطمئن د. فيصل، وأطمئن كل محبٍّ للعربية على أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية أمسك بطرف الخيط منذ نحوٍ من ثماني سنوات، ولم يكتفِ بإمساك طرف الخيط بل نسج بهذا الخيط نسجًا يليق بلغة بتاريخ لغة القرآن، بعد أن استكمل المرحلة الأولى من بناء هذا المعجم، وأعلن عن إطلاقها في 12/12/2018م.
    وذلك عبر موقع المعجم على الشابكة وهو متاح لكل الناس على هذا الرابط:
    https://www.dohadictionary.org/about-dictionary
    وهي – أي هذه المرحلة – تستوعب المرحلة الأولى من تاريخ العربية، وتمتدُّ منذ تاريخ أقدم نص عربي موثق (أي في القرن الخامس قبل الهجرة) إلى نهاية القرن الثاني للهجرة (200Ù‡). وتشتمل على مئة ألف مدخل، وقد عمل فيها نحوٌ من ثلاثمئة باحث من أساتيذ الجامعات وخبراء المعجمات، وأشرف على العمل مجلس علمي ضمَّ نخبة خيِّرةً من علماء العربية واللسانيات والمعجميات من مختلف بلدان الوطن العربي، فيهم ثلاثة علماء فازوا بجائزة الملك فيصل، فضلا عن جوائز أخرى مرموقة على المستوى العربي والعالمي.
    وقد آتت هذه المرحلة أكلها طيبًا – بعد أن أصبح معجم الدوحة التاريخي للغة العربية شيئا مذكورا ومرجعًا معتمدًا – إذ بدأت البحوث العلمية والمقالات الجادة تفيد منها وتستقي من مادتها وتعتمد على جذاذاتها.
    وأما شيخنا السعد – جزاه الله عن العربية وأهلها خير الجزاء- فقد أبعد النجعة حين اشترط على المعجم التاريخي أن يشتمل على المكتوب والمنطوق دون أن يستثني لهجة من اللهجات أو لحنا من اللحون!
    وإذا كان إمامنا الشافعي يقول: إن كلام العرب لا يحيط به إلا نبي، فإن ما أشار إليه د. سعد يحتاج إلى أنبياء!
    وإذا كان لدينا الآن في المرحلة الثانية من معجم الدوحة التاريخي مدوّنة يصل عدد كلماتها إلى 120 مليون كلمة، والكلمة الواحدة أو الجذر الواحد نواجه فيه نحو 120 ألف سياق، فأنَّـى لنا أن نحيط بما وراء ذلك؟!
    إن ما لا يُـدرك كلُّـه لا يُـترك جُلُّه – كما ذكر أستاذنا نفسه في محاضرته – وحسب معجم الدوحة أن يحيط في هذه المرحلة بالمكتوب من فصيح الكلام وملحونه ومولَّده ودخيله ومعرَّبه… أما ما كان من وراء ذلك من منطوقه ولهجاته ومنجزه الشعبي … فلعله يأتي في مراحل قادمة، فالطريق لا ريب طويلة، وهي تحتاج إلى صبر وجلد من جهة، وإلى تقسيم وتبويب وتجزيء من جهة أخرى, وإن مع العسر يسرًا، وإن غدًا لناظره قريب.
    يسعدني في الختام أن أدعو الصديق العزيز د. فيصل الحفيان، وأستاذنا العلامة الدكتور سعد، وكلَّ محب للعربية لزيارة موقع المعجم على الشابكة، على الرابط الذي أثبتُّ، لتقرَّ أعينُهم بما تمَّ إنجازه، وليُـدلوا بدلوهم ويجودوا بملاحظهم إن عنَّت لهم ملاحظ، عسى أن نرقى بهذا العمل المعجمي كما ارتقى أسلافنا وعلماؤنا حين تطورت مؤلفاتهم.. وتكاملت جهودهم، بعد أن مرت بمراحل متعددة، ومدارس متنوعة، وطرائق مختلفة، وحقب متوالية، فقدموا لنا تراثا معجميا فخيما لا ينكره إلا جاحد.
    ******
    برقيات إلى الصديق الدكتور حسان حسني الطيان
    (أ.د.سعد مصلوح)
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    نشرت أيها الصديق ما عنوانه: ( تعقيب على محاضرة سعد مصلوح ) ، فإليك ملاحظي على كلامك، وقد جعلتُها في صياغة برقية :

    البرقية الأولى :
    ~~~~~~~~
    عنوانك غالط من بداءة البدء ؛ فإن ما كتبته ليس (تعقيبا ) على محاضرتي، ولكنه ( دفاع) عن المعجم الذي أنت عضو في مجلسه العلمي الموقر.
    وبهذا؛ وقع كلامك في غير موضعه ؛ لأن محاضرتي لم تكن (هجوما )حتى يكون منك(دفاع ). بل إني لم أتوجه بالحديث في محاضرتي لاسم متعين ولا لجهة متعينة ، وكان الحديث كله في مسألة علمية محددة، وفي خصائص المدونة اللغوية للمعجم التاريخي بعامة، وعن مرحلة لمّا يصل إليها العمل في المعجم المذكور. وهذه الحقيقة وحدها تطرح دفاعك المستميت أرضا ؛ لكن هامزك إلى هذا الدفاع واضح جلي.
    فَعَدِّ عن ذا ، وخذ في غيره.

    البرقية الثانية:
    ~~~~~~~
    لم يتضمن ما عنوانه ( تعقيب على محاضرة سعد مصلوح ) تعقيبا أو أَثَارة مِن تعقيب على موضوع المحاضرة، بل إنك بوصفك عضو المجلس العلمي الموقر وعَدْتَ بأن ما استيقظتُ له الأنظار في محاضرتي ربما يكون موضع الاعتبار في قابل العمل . وأقول : إن كان ما تقول فذلك ما كنا نبغ، ويكون المراد من المحاضرة قد كان، وهنا أستعيد قولة صاحب الشريعة عليه صلوات ربي وتسليمه : “أفلح إن صدق”.

    البرقيةالثالثة
    ~~~~~~~
    لايجوز منك وأنت المعروف بين خلطائك بالأدب الجم والحسب اللباب أن تصفني بأنني “أبعدتُ النجعة” فمثل هذا لاينبغي أن يقوله مثلك لمثلي Ø› إذ إني عارف بحمد الله بما أقول ØŒ ولا أتكلم إلا في صميم العلم، وبلغة العلم، كما أني أقول لك مرة أخري ثم مرة أخرى : إني لم أقصد بالكلام مشروعا بعينه ولا جهة بعينها، فَلِمَ تَجُر ُّ كلامي جرًّا، ثم تسيء تأويله، ثم لا تقنع بذلك حتى تأتي بالأثفية الثالثة، فتسيء إليَّ وتجعلني في Ù…ÙŽÙ† أبعد النجعة ØŸ!

    البرقية الرابعة:
    ~~~~~~~~
    أنت تعلم -وغيرك أيضا يعلم – أنك صديق حبيب إلى نفسي ØŒ بيد أن الحق أحب إلي منك ØŒ كما ينبغي أيضا أن يكون الحق أحب إليك مني . لهذا يَحْزُنُني جدا ØŒ ومع تقديري لعضويتك في المجلس العلمي للمشروع المذكور أن أقول لك، وبالمكاشفة الواجبة بين أهل العلم غير المفسدة للود: إن ما كتبتَه ونشرتَه وسميتَه ( تعقيب على محاضرة سعد مصلوح ) مفصح كل الإفصاح عن أن رَحِمَك باللسانيات التاريخية مقطوعة قولا واحدا . ومن ثم لاغروَى أن يقول القائل -وصَدَق- : “من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب”

    البرقية الخامسة:
    ~~~~~~~~~
    جاء في ما سميته تعقيبا قولك:
    “وإذا كان إمامنا الشافعي يقول: إن كلام العرب لا يحيط به إلا نبي فإن ما أشار إليه الدكتور سعد يحتاج إلى أنبياء”Ø›
    وأقول: كلامك هذا لا يقوم في باب العلم لا على ساق صحيحة، ولا على ساق عرجاء. ثم إنك إن أردت به ضربا من السخرية فإني أقول لك : حذار ثم حذار

    وإياكَ والأمرَ الذي إن تَوَسّعتْ
    مَوارِدهُ ، ضَاقَتْ عليكَ المصادِرُ

    البرقية السادسة (والأخيرة إن شاء الله):
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    أقول وأنا لك ناصح أمين: حاول أن تنسى أنك عضو في المجلس العلمي للمشروع المذكور، بل حاول أن تنسى المشروع المذكور برمته، ثم تستمع إلى المحاضرة بالإنصات وإخلاص الفهم والنية مرة أخرى ؛ فربما تحصل بذلك الفائدة منها

    **********
    برقية اعتذار إلى شيخنا العلامة الدكتور سعد مصلوح حفظه الله ورعاه
    (أ.د.محمد حسان الطيان)
    سلام الله عليكم شيخنا العلامة الدكتور سعد
    أسعدك الله
    وأسعد أيامك
    ولا والله ما قصدت الإساءة إليك
    وما كان لمثلي أن يفعل ذلك مع قامة علمية
    أحمد الله أن جمعني بها وأكرمني بصحبتها
    والأخذ عنها والتتلمذ عليها
    وأنا شهد الله أتعلم من كتبك قبل أن ألقاك فلما لقيتك ما زادني اللقاء إلا احتراما لك وتقديرا لعلمك وافتتانا ببلاغتك
    وإعجابا بسعة مواردك ومصادرك
    ونهلا من بحور علمك وبديع بلاغتك
    لذا ارجو المعذرة إن جارت عبارتي أو حادت عن النهج القويم
    والعذر عند كرام الناس مقبول

Leave a Comment